تُعَدّ البنوك من المؤسسات المالية الرئيسية التي تلعب دورًا محوريًا في الاستقرار الاقتصادي والتنمية في مختلف الدول،إنّ هذه المؤسسات ليست مجرد أماكن لتخزين الأموال، بل هي منظمات معقدة تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات المالية اللازمة لدعم الأفراد والشركات،لذلك، فإن تصميم المباني التي تمثل البنوك يعد عنصرًا أساسيًا يُعبر عن مكانتها وأهميتها،إن الهيكل المعماري للبنوك يختلف بشكل كبير عن بقية المباني، مما يحتم علينا التعرف على أساسيات تصميم هذه المؤسسات المالية الحيوية.

البنوك

  • يمكن أن تُعرَف البنوك بأسمائها المختلفة حسب البلاد، ففي بعض الدول تُسمى البنوك، وفي أخرى تُعرف بالمصارف.
    • إنها مؤسسات مالية تقدم خدمات مالية متنوعة ومتعددة الأبعاد للمجتمع، حيث تلعب هذه الخدمات دورًا حيويًا في دعم النشاط الاقتصادي.
  • من بين الخدمات التي يتيحها القطاع المصرفي، نجد إقراض الأموال، وتوفير المدخرات، وتسهيل المدفوعات، بالإضافة إلى دعم العديد من الشركات من خلال تقديم الخدمات المالية الضرورية لاستمرار أنشطتها.
  • يمكن وصف البنوك أيضًا بأنها منشآت تقوم بجمع الأموال من العملاء والاحتفاظ بها بأمان.
    • حيث تتيح البنوك للعملاء إمكانية السحب من أموالهم في أي وقت، دون فرض قيود كبيرة، كما تقدم القروض عند الحاجة، وتستثمر الودائع بشكل يعود بالنفع على الجميع.
  • تتعدد تصنيفات البنوك حسب طبيعة الأعمال والخدمات التي تقدمها، وهو ما سيتضح بشكل أكبر في الفقرات القادمة من المقال.

تصنيفات البنوك وفقًا لعملها

يمكن تصنيف البنوك وفقًا لتخصصاتها والخدمات التي تقدمها للعملاء، حيث تنقسم إلى فئات متعددة، تشمل المصارف التجارية والمصارف الإسلامية والمصارف المتخصصة.

فبدايةً، لدينا المصارف التجارية التي تنقسم بدورها إلى قسمين رئيسيين المصارف التقليدية والمصارف الإسلامية، إضافةً إلى المصارف المتخصصة.

أولًا المصارف التقليدية

  • المصارف التقليدية هي تلك التي تقدم مجموعة شاملة من الخدمات المالية، بما في ذلك القروض، وتحويل الأوراق، وتحصيل المدفوعات، وفتح الاعتمادات المستندية.
  • هذه المصارف تتنوع أيضًا بين نوعين رئيسيين النوع الأول هو المصارف التي تقدم التمويل للأفراد لأغراض استهلاكية، أو تلك التي تدعم الشركات في تحقيق احتياجاتها التمويلية.
  • ومع ذلك، فإن التمويل الذي توفره هذه المصارف يأتي عادةً مع شرط فرض فائدة معينة، مما يجعلها تجني عائدات من العملاء.
    • الفائدة تعد حافزًا لجذب العملاء، وتعتمد هذه المصارف على الأموال التي يتم إيداعها من قبل الأفراد والشركات كمصدر رئيسي لتمويل عملياتها.
  • أما النوع الثاني فيشمل المصارف الإسلامية، والتي تتبع نظامًا يُوافق الشريعة الإسلامية بشكل كامل، مما يجعلها تعتمد على أساليب مثل المرابحة بدلاً من الربا.

ثانيًا المصارف المتخصصة

  • تتميز المصارف المتخصصة بتقديم خدماتها لفئات معينة من النشاطات الاقتصادية، مما يجعل دورها محددًا للغاية، حيث تركز فقط على نظم معينة من المعاملات المالية.
  • لكن، على الرغم من دورها المهم، يُعتبر أن فكرة إقراض الأموال واستردادها مع فائدة لا تتماشى مع الشريعة الإسلامية.
    • لذلك، يُنصح العديد من الأفراد بالتوجه إلى المصارف الإسلامية لكونها تتبع قواعد فقهية تندرج تحت التعاون والشراكة في الربح والخسارة.
  • تتميز المصارف الإسلامية بأنها تقدم قروضًا دون أي فوائد، مما يجعلها علامة إيجابية في نظر فئة كبيرة من العملاء.

أساسيات تصميم البنوك

  • يُعَدُّ تصميم مباني البنوك من الأمور التي تعكس مقدار ثراء ومصداقية البنك بشكل كبير، حيث يظهر ذلك من تفاصيل المبنى الداخلية والخارجية مرورًا بالتشطيبات والأثاث المستخدم.
  • لذا عند القيام بتصميم المباني الخاصة بالبنوك، من المهم مراعاة تأكيد الإحساس بالثقة والجودة والفخامة، وبالتالي يساهم ذلك في جذب عملاء أكبر قدر ممكن.
  • لفهم أساسيات تصميم البنوك بشكل أعمق، يمكن تقسيم العملية إلى مرحلتين رئيسيتين، المرحلة التمهيدية والمرحلة التصميمية.

المرحلة التمهيدية

  • تشكل المرحلة التمهيدية في تصميم البنوك خطوة مهمة، حيث تضم مجموعة من المعطيات التي تحتاج إلى دراسة شاملة لضمان إنشاء مؤسسة قوية وفعالة.
  • ينبغي الاطلاع الجيد على نص المشروع لتحليل كافة العلاقات الوظيفية التي يساعد فهمها في تطوير المبنى.
    • كما يجب دراسة الموقع الذي سيتم فيه إنشاء البنك ودراسة البيئة المحيطة به، والاعتناء بالعوامل الخارجية مثل المناخ وسلوك الأشخاص الذين يترددون على الموقع.
  • كما يُنصح بالاطلاع على المعمارية، وتطبيق المواصفات القياسية المتعلقة بأبعاد الإنسان ومتطلباته البيئية.
  • تتمثل أهمية الحيز المطلوب لتشييد المشروع في تقدير الفراغات اللازمة والقياسات الدقيقة، مما يسهم في تحقيق تنسيق جمالي مدروس.
  • من المهم أيضًا البحث عن مشاريع مشابِهة لتزويد المصمم ببعض الأفكار، والتعرف على الأساليب المستخدمة سابقًا.
  • ولتعزيز الفهم المعماري، يجب دراسة جميع الأعمال المصرفية وقدرة كل هذه العناصر على تقديم صورة جمالية تعكس خصوصية وثقل المشروع.
  • أخيرًا، يعتبر تحديد القواعد الرياضية الأساسية التي تساعد في تحديد الشكل الجمالي للبنك من العوامل الجوهرية أيضًا لتحقيق الكفاءة المعمارية.

المرحلة التصميمية

تتضمن المرحلة التصميمية عدة اعتبارات مهمة، ويتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية تتعلق بمعطيات الموقع، ومشاريع البنك من الداخل، ومظاهرها الخارجية.

القسم الأول

  • تتعلق هذه الفقرة بمعطيات الموقع، مما يعني ضرورة تحسين البيئة المحلية وتعزيزها.
    • يبدأ هذا الأمر من موقع البناء باتجاهاته المختلفة.
  • كما يجب تسليط الضوء على كل المعطيات الأساسية الموجودة في الموقع، والاهتمام بالعوامل الخارجية المؤثرة.
    • من بين هذه العوامل، يُعد تحديد الاتجاهات الرئيسية للمداخل أمرًا مصيريًا، بالإضافة إلى إسقاط شبكات هندسية تتناسب مع تصورات التصميم.

القسم الثاني

  • يتعلق المشروع من الداخل، ويجب على المصمم في هذا القسم معالجة التحليلات التي تم التوصل إليها خلال المرحلة التمهيدية، مما يعكس أهمية هذه المرحلة.
  • في هذه المرحلة، يُستحسن متابعة الدراسة على العنصر الشكلي، وهذا العنصر يتطلب محاولة صحيحة لاستخدام عناصر الوظيفة وتركيبها بشكل هندسي متناغم.
    • العنصر الشكلي يعمل على مزيجٌ قوي من التنظيم، ومن ثم الانتقال إلى العنصر التشكيلي الذي يُعنى بتحقيق كافة العناصر الوظيفية من المدخلات وصولًا للمحاور الانتقالية.

القسم الثالث

  • يوفر استعراض المشروع من الخارج لمسة معمارية تعكس الشكل العام للمبنى.
    • يُعتبر تصميم الواجهات والفراغات المحيطة جزءًا جوهريًا من عملية التصميم.
  • يجب أن يعكس النموذج الخارجي شكل وواقع المشروع الداخلي، حيث يلعب التصميم الداخلي والخارجي دورًا محوريًا في جذب العملاء.

طبيعة عمل البنوك

  • تتسم البنوك بطبيعتها المرتبطة بأموال الأفراد التي تُستخدم في أغراض التجارية والاستثمارية، حيث إنّها تشتمل على مجموعة من العمليات المالية الأساسية مثل الحرص والسيولة والربحية.
  • تتمثل وظيفة الحرص في التأكد من المحافظة على أموال الأفراد والشركات، مما يُعزز الثقة بين البنك وعملائه.
    • ينبغي للبنك الالتزام بإعادة الحقوق المالية لأصحابها مع ضمان اتخاذ كل الضمانات اللازمة عند تقديم القروض.
  • تشير السيولة إلى قدرة البنك على تلبية احتياجات الأفراد والمؤسسات من الأموال، حيث تُعتبر الودائع جزءاً أساسياً من السيولة المتاحة.
  • من خلال توفير هذه السيولة، يستطيع البنك تلبية متطلبات السوق ويضفي الطمأنينة على عملائه عند سحب أموالهم.
  • أما الربحية، فهي العنصر الذي يحمل الخيوط بين الحرص والسيولة، إذ أن وجود سيولة كافية يساهم في ضمان الأرباح، مما يدعم قدرة البنك على تقديم المزيد من القروض.
  • ولأن مستوى الأرباح يكون مرتفعًا، تستطيع البنوك من تقديم القروض بشكل أكبر مما يعزز حماية حقوق العملاء ويغطي العمليات المصرفية بشكل شامل.

في الختام، يُعتبر تصميم البنوك أمرًا معقدًا يتطلب فهمًا عميقًا لمتطلبات السوق والمبادئ المعمارية،إنّ فهم الأسس التي تُركّز عليها تصميمات البنوك يعزز من قدرة الشركات على تقديم خدمات مالية متميزة تلبي احتياجات العملاء، بالإضافة إلى أهمية وجود تصميم يترافق مع الأمان والثقة،إن الدراسات في هذا المجال تُظهر جليًا كيف يمكن للتصميم الجيد أن يلعب دورًا رئيسيًا في جذب العملاء وتعزيز التجربة المصرفية.