التوحد عند الكبار وعلاجه هو موضوع يكتسب أهمية متزايدة في مجالات الطب النفسي والتواصل الاجتماعي،يعتبر التوحد، أو اضطراب طيف التوحد، من الاضطرابات المعقدة التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد، حيث يظهر تأثيره ليس فقط على السلوك ولكن أيضًا على التفاعل الاجتماعي،تبدأ هذه الحالة في مرحلة مبكرة من الطفولة، ولكن الكثير من الحالات تظل غير مكتشفة حتى سن البلوغ،يهدف هذا المقال إلى مناقشة التوحد عند الكبار، بما في ذلك أعراضه، وأسبابه، وتصنيفه، وطرق تشخيصه وعلاجه.
جدول المحتويات
ما هو التوحد عند الكبار
- التوحد هو مجموعة من الاضطرابات العصبية والسلوكية التي تؤثر على الأفراد بطرق مختلفة ومتنوعة، مما يجعل التحديد الدقيق لهذه الحالة أمرًا معقدًا.
- يمكن أن يسبب التوحد تحديات كبيرة في مجالات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما ينعكس بشكل سلبي على العلاقات الشخصية والمهنية.
- يسمى أيضًا اضطراب الطيف، حيث تشير هذه التسمية إلى اختلاف في شدة الأعراض التي تظهر على الأفراد، كما أن نفوذ هذا الاضطراب يختلف من شخص لآخر.
كيف يتم تصنيف أنواع التوحد عند الكبار
يتم تصنيف التوحد بناءً على مجموعة من المعايير التي تتعلق بالأعراض والسلوكيات الملاحظة،ومن أهم هذه المعايير
- من الممكن تصنيفه وفقًا لنوعية المشكلات المتعلقة باللغة وتطوير المهارات اللغوية.
- قد يُظهر الأفراد المصابون بالتوحد إعاقة ذهنية، أو يكون لديهم مهارات عادية أو فوق المتوسطة.
- تاريخ عائلته يمكن أن يلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في هذا الاضطراب.
- يمكن أيضًا أن يتم تصنيفه وفقًا للحركات غير الطبيعية أو المشكلات السلوكية المرتبطة به.
- هناك ارتباط بين التوحد ومجموعة من المشكلات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق.
أعراض وعلامات التوحد عند الكبار
تظهر علامات التوحد عند الكبار بشكل متفاوت، ومن أبرز هذه الأعراض
- قد يواجه المريض صعوبة في التعبير عن مشاعره الداخلية بطريقة واضحة.
- يميل إلى الشعور بالقلق خصوصًا عند مواجهة مواقف اجتماعية جديدة.
- يجد صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بشكل صحيح.
- يفضل العزلة على الاتصال الاجتماعي، مما يؤدي إلى قلة الع friendships.
- يمكن أن يظهر نوع من الضجيج أو السلوكيات الغير ملائمة في البيئات الهادئة.
- يكون لديه صعوبة في فهم تعابير الوجه ولغة الجسد.
- يتحدث بنغمة واحدة وبسرعة دون مراعاة لمشاعر المتحدثين الآخرين.
- يخطط بدقة قبل تنفيذ أي تصرف.
- غالبًا ما يكون لديه اهتمامات محددة يركز عليها بشكل مكثف.
- قد يكون لديه صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين.
- يلاحظ تفاصيل صغيرة مثل الأصوات أو الروائح التي لا ينتبه إليها الآخرون.
تشخيص التوحد عند الكبار
- عادةً ما يتم تشخيص التوحد في مرحلة الطفولة، لكن بعض الأفراد لا يتم اكتشاف حالتهم حتى مرحلة البلوغ.
- يمكن للطبيب استخدام ملاحظات دقيقة للتفاعلات الشخصية والسلوكيات لتشخيص الحالة، والتأكد من عدم وجود حالات طبية أخرى تؤثر على التصرفات.
- الدور الذي يلعبه التأريخ الشخصي منذ الطفولة مهم جدًا؛ حيث يمكن أن يعتبر الطبيب أي سلوكيات تحدث حاليًا في تحديد الحالة.
- تعتبر صعوبة التفاعل مع الآخرين والتمسك بالروتين من الأعراض التي يمكن استخدامها في التشخيص.
- تحديد اضطراب التوحد عند الكبار يمكن أن يكون أكثر صعوبة مقارنة بالأطفال، لأن البالغين قد يميلون لإخفاء بعض الأعراض.
أسباب التوحد
تعتبر أسباب التوحد غير واضحة حتى الوقت الحاضر،ومع ذلك، توصلت الأبحاث إلى تحديد بعض العوامل التي قد تسهم في ظهور هذا المرض، ومنها
- قد تكون العوامل الوراثية تلعب دورًا في إمكانية الإصابة.
- تاريخ عائلي معروف بمعدل أعلى للإصابة بالتوحد.
- الاضطرابات الأيضية قد تكون لها تأثيرات على تطور الحالة.
- التعرض للمواد السامة، مثل المعادن الثقيلة، قد يسهم أيضًا في ظهور الأعراض.
- تاريخ من العدوى الفيروسية قد يرتبط أيضًا بهذه الحالة.
- الأدوية التي يتم تناولها خلال الحمل، مثل حمض الفالبرويك، يمكن أن تؤثر على تطور دماغ الجنين.
- السن المتقدم للآباء، وخاصة الآباء، قد يمثل عامل خطر أيضًا.
التواصل والتفاعل الاجتماعي عند الكبار المصابين بالتوحد
- غالبًا ما تتميز طريقة التواصل عند البالغين المصابين بالتوحد بصعوبة في فهم الأنماط اللفظية والإشارات غير اللفظية.
- يحتاج الأفراد المحيطون بالمصابين إلى توفير وقت إضافي لتوضيح الأمور بطريقة مبسطة.
- يميل الأشخاص الذين يعانون من التوحد إلى تجنب التفاعل الاجتماعي بسبب عدم فهمهم العميق للأفكار الواضحة، مما يؤدي إلى تجنبهم للمناسبات الاجتماعية.
- يمكن أن يظهر الفرد المصاب سلوكيات مختلفة في المواقف الاجتماعية، مثل الاقتحام في حديث الآخرين أو عدم الانتباه لقواعد اللباقة العامة.
- يجد المصابون بالتوحد صعوبة في الحفاظ على الحوار المستمر، مما قد يجعله يتعامل مع مواقف اجتماعية بشكل غير لائق.
هل يصاب الكبار بالتوحد
- من النادر أن تظهر أعراض التوحد عند المراهقين لأن هذا الاضطراب عادة ما يُكتشف في فترة مبكرة من الحياة.
- إذا ظهرت الأعراض في مرحلة البلوغ، يجب التأكد من أنها ليست نتيجة لحالة سابقة من الطفولة لم يتم تشخيصها.
- يمكن أن تعكس بعض السلوكيات المفاجئة التي تظهر انقلابًا في الوضع النفسي للمصاب، مثل اضطرابات القلق أو الوسواس القهري.
هل يوجد علاج شافي من التوحد
- في الوقت الحالي، لا يوجد علاج شافٍ من التوحد، لكن تشخيص المرض في مراحل مبكرة من الحياة يمكن أن يحسن من فعالية العلاج.
- العلاج يتضمن عادةً استراتيجيات سلوكية والمعرفية، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تهدف إلى تخفيف الأعراض.
- تشمل خيارات العلاج السلوكي الدعم التعليمي والمجموعات الأسرية والعلاج الكلامي.
- العلاج المهني يمكن أن يساعد الأفراد في اكتساب المهارات اللازمة للتفاعل في مجتمعاتهم الطبيعية.
- لا يوجد دواء محدد يحقق الشفاء الكامل، لكن يمكن أن يوفر الكشف المبكر أسسًا قوية لتقليل التأثيرات السلبية عند البلوغ.
في الختام، يعد التوحد عند الكبار وعلاجه مجالًا هامًا يتطلب المزيد من الوعي والدراسات لتعزيز الفهم العام والدعم للأفراد المتضررين،من المهم أن نحافظ على الحوار حول هذا الاضطراب ونشجع على تطوير البرامج وخدمات الدعم التي تساعد المصابين وعائلاتهم على التعامل مع التحديات اليومية.