تحليل سرطان العظام والكبد يعد سرطان العظام أحد أنواع السرطانات الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان،فقد أعطى الله سبحانه وتعالى للعظام العديد من الوظائف الأساسية، منها تكوين الهيكل العظمي للجسم وحماية الأعضاء الداخلية،تعتبر العظام من الأنسجة الحيوية التي تتطلب عناية واهتمامًا خاصًّا، حيث يلعب النخاع العظمي دورًا حيويًا في إنتاج خلايا الدم،وفي حال نشأة سرطان العظام من النسيج العظمي، يُطلق عليه سرطان العظام الأولي، الذي يمكن أن يظهر في أي عظم من عظام الجسم، بما في ذلك اليدين والقدمين،هذا المقال يهدف إلى استعراض وتحليل سرطان العظام بتفصيل شامل.
سرطان العظام هو نوع مميت من السرطان الخبيث والذي يصيب الهيكل العظمي،يُعتبر هذا المرض نادر الحدوث، إلا أنه يمثل تحديًا كبيرًا في مجال الطب، ويصعب علاجه،يُظهر سرطان العظام لدى الأطفال نادرًا، إلا أن الإصابة بهذا المرض تزداد بشكل ملحوظ بين البالغين والمراهقين،ويطلق عليه أحياناً “سرطان العظام الأول” أو بـ amocras، ويمتاز هذا السرطان بتنوع أنواعه، حيث يُعرف من بينها السركوما العظمية والسركوما الغضروفية،يُعزى حوالي 60% من حالات سرطان العظام إلى النوع المسمى بالسركوما العظمية، والتي تظهر غالبًا في مناطق متنوعة من العظام مثل عظم الكتف وعظم الفخذ وعظم الركبة،في معظم الحالات، يتمتع المرضى الذين يصابون بالسرطان في الأطراف بمعدلات شفاء مرتفعة نسبيًا.
من المهم التطرق إلى الأعراض المرتبطة بسرطان العظام، والتي غالبًا ما تبدأ بشكل تدريجي،في المراحل المبكرة من المرض، قد يشعر المريض بألم خفيف في المنطقة المصابة، ولكن مع مرور الوقت، يمكن أن يزداد هذا الألم بشكل ملحوظ،تختلف حدّة الألم من شخص لآخر، وفي بعض الحالات قد يكون خفيفًا لدرجة أن المريض لا يتنبه لخطورة حالته،تشمل الأعراض الأخرى الشائعة تورم في المنطقة المصابة، وضعف العظام، وفقدان الوزن غير المبرر.
أما بالنسبة للأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان العظام، فلا توجد أسباب واضحة ومحددة،ومع ذلك، هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان،من بين هذه العوامل، التعرض للعلاج الإشعاعي السابق والذي قد يزيد من احتمالية الإصابة، وكذلك بعض الأمراض العظمية مثل مرض باجيت،أيضًا، تلعب الظروف الوراثية دورًا في ذلك، حيث يمكن أن تزيد بعض المتلازمات النادرة مثل متلازمة لي وفراوميني من قابلية الشخص للإصابة بالسرطان،علاوة على ذلك، يُعتبر تاريخ الإصابة السابق بالسرطان عاملاً ملحوظًا في احتمالية عودته مرة أخرى.
تمر حالات سرطان العظام بعدة مراحل يمكن أن تحدد مدى انتشار المرض، والتطور الذي يمكن أن يصل إليه،المرحلة الأولى تمثل وجود السرطان فقط في العظم دون انتشار إلى الأنسجة الأخرى، بينما في المرحلة الثانية، لا يزال السرطان محصورًا في العظام ولكن قد تختلف خطورته تبعًا لطبيعة الإصابة،أما المرحلة الثالثة، فهي تشير إلى وجود السرطان في منطقتين من العظام، بينما تمثل المرحلة الرابعة حالة التقدم حيث ينتشر السرطان إلى الأعضاء الأخرى،تعتبر هذه المرحلة الأكثر خطورة، حيث يصبح التحكم في المرض تحديًا كبيرًا.
فيما يتعلق بتشخيص سرطان العظام، يقوم الأطباء بالتوصية بإجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد مدى تأثير السرطان على المنطقة المتضررة،تشمل الفحوصات الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، وفحوصات الأشعة السينية،كما يتم أخذ عينة من الورم لتحليلها، مما يساعد في تحديد نوع السرطان ومرحلته.
هنا يأتي دور التحليل، حيث ينبغي على المصاب إجراء مجموعة من التحاليل المهمة لتحديد مرحلة المرض وخطورته،من بين هذه التحاليل، تحليل CBC الذي يساعد في معرفة كمية الخلايا المختلفة في الدم، وتحليل بروتينات الدم الذي يكشف عن الخلل المحتمل في عناصر الجهاز المناعي،كذلك، تعتبر دلالات الأورام من التحاليل الهامة التي تعكس وجود مواد كيميائية تنتجها الخلايا السرطانية في الدم.
تتعدد خيارات العلاج المتاحة لحالات سرطان العظام، وتهدف إلى تقليل الأثر السلبي للسرطان على حياة المريض،العلاج الكيميائي هو واحد من أبرز الوسائل التي تُستخدم، حيث يُمكن إعطاء الأدوية عبر الحقن الوريدي لاستهداف الخلايا السرطانية،كما يُستخدم العلاج الإشعاعي أيضًا للتخلص من هذه الخلايا باستخدام مصادر الطاقة العالية،في بعض الأحيان قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، وفي حال حدوث تلف كبير قد يتم بتر الجزء المصاب.
أما بالنسبة لأورام الكبد، يتم تناولها بشكل مختلف عن سرطان العظام،يتم إجراء تحاليل مثل تحليل ألفا فيتوبروتين لتقييم خطورة الإصابة، بالإضافة إلى الفحوصات المقطعية والسونار للكبد للكشف عن الأورام،تشمل خيارات علاج أورام الكبد الأشعة التداخلية وغيرها من التقنيات الحديثة التي تشمل الكي بالتردد الحراري.
في الختام، يمثل سرطان العظام والكبد تحديات صحية كبيرة تتطلب التوعية والدراسة المستمرة،تعتبر الوقاية واكتشاف المرض في مراحله المبكرة من العوامل الحاسمة لنجاح العلاج،لذا، من المهم إجراء الفحوصات الدورية ومراقبة الأعراض بعناية للسعي نحو الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.