في عالم اليوم، تتزايد الحاجة إلى أعمال الخير وتدعيم المبادرات الخيرية بشكل مستمر،فبفضل تلك الأعمال يمكننا القضاء على ظاهرة الفقر وتعزيز الألفة والتكامل بين أفراد المجتمع،فالأسرة الغنية يمكن أن تتلمس معاناة الأسر الفقيرة وتقدم الدعم اللازم، مما يسهم في تحقيق مجتمع متكامل وقوي يساعد بعضه البعض،ولكن بالرغم من أهمية ذلك، توجد تحديات تواجه القائمين على هذه المبادرات، مما يتطلب البحث عن حلول فعالة.
تتمثل المشكلة الأولى في صعوبة وصول المتبرعين إلى الأسر المحتاجة،في بعض الأحيان، قد يعتمد المتبرعون على جمعيات غير موثوقة أو يفضلون التبرع عبر الإنترنت، مما قد يعرض تبرعاتهم إلى الفقد أو سوء التوزيع،أما المشكلة الثانية فهي تتعلق بالأُسر الفقيرة التي قد تجد صعوبة في التواصل مع الجهات الخيرية القابلة لاستقبال تبرعاتهم،ومن هنا، يبرز دور جمعية رسالة كحلّ فعال يعتمد عليه في تحقيق الربط بين القائمين على العمل الخيري والمحتاجين إليه.
تأسست جمعية رسالة عام 1999م بواسطة مجموعة من طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث ظهرت كفكرة تطوعية مبدعة تهدف إلى تعزيز العمل الخيري في المجتمع،وبتبني هذه الفكرة، أسس الطلاب الجمعية بشكل رسمي في 29 مايو 2000م،وقد نمت الجمعية بشكل ملحوظ لتقوم بإنشاء أكثر من 65 فرعًا في مختلف محافظات الجمهورية، وهو ما يدل على نجاح جهودها في استقطاب المتطوعين ولم شملهم حول هدف واضح.
يعد الدكتور شريف عبد العظيم، مؤسس الجمعية ورئيس مجلس إدارتها، رجلًا محترمًا له دور فعال في توجيه الجهود وتنسيق العمل وفقًا لرؤية استراتيجية تهدف إلى التواصل بين مختلف فئات المجتمع،ومنذ انطلاق الجمعية، استقطبت عددًا كبيرًا من المتطوعين، تجاوز عددهم 150 ألف متطوع مع مرور الوقت،هذا الرقم الكبير يعكس الشغف والرغبة في عمل الخير بين الشباب المصري، مما يزيد من فعالية الجمعية في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد المحتاجين.
على مر السنين، واجهت الجمعية العديد من التحديات، إلا أنها استطاعت تجاوزها بفضل تعاون أعضائها واكتساب الثقة من قبل المجتمع،أول مشروع نفذته الجمعية هو إنشاء دار للأيتام لاستقبال الأطفال الذين فقدوا الرعاية الأسرية،وقد تمت إدارة هذا المشروع بشكل منظم يمتاز بالشفافية والاهتمام بتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لهم،ومع الوقت، استطاعت الجمعية توسيع نطاق أعمالها لتشمل العديد من الأنشطة الخيرية الأخرى.
على سبيل المثال، تقدم الجمعية خدمات مختلفة تشمل المساعدات الغذائية، تقديم الملابس المستعملة، دعم التعليم، ورعاية الأيتام،فالجمعية تركز على عدة مجالات تهدف لتحقيق الرفاهية للشرائح الأضعف في المجتمع،وبالتالي، يمكن القول إن الجمعية تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين جودة الحياة لكثير من الناس وتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
لذا، إذا كنت ترغب في دعم أعمال الجمعية والمشاركة في جهود الخير، فإن التواصل معها سهل وميسر،على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الراغبين في المساعدة بالملابس أو التبرعات التواصل عبر الرقم الموحد للجمعية، وهو 19450، والذي يمكن استخدامه للتواصل مع أي من فروع الجمعية الموجودة في أنحاء الجمهورية.
وبما أن الجمعية تعمل من خلال التعاون بين المتبرعين والمحتاجين، فهي تضمن أن كل تبرع يصل إلى المستحقيين،نصيحة مهمة للجميع هي التأكد من الاتصال بالجمعيات المعروفة والموثوقة مثل جمعية رسالة لضمان وصول المساعدات بشكل فعّال.
ولكن رغم كل ذلك، تظل الأسئلة العالقة حول كيفية تحسين الأداء العام للجمعيات الخيرية وكيفية تعزيز الثقة بين المتبرعين والمحتاجين قائمة،يستلزم الأمر تطوير آليات تنظيمية وإدخال التكنولوجيا ل الشفافية وتعزيز المساءلة في جميع إجراءات التبرع،في الختام، تعتبر جمعية رسالة مثالاً رائعًا للمؤسسات الخيرية التي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقديم المساعدة لمن يستحقها،تشجع جميع الجهود الفردية والجماعية نحو دعمها، مما يعكس مدى تأثير العمل الخيري في إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين.