القرآن الكريم يُعتبر معجزة الله الكبرى، وهو الكلمة المنزلة التي تتجلى فيها حكمة الله ورسالته إلى البشرية،تم نزول هذا الكتاب العظيم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جاء ليكون هداية للجميع، وافتتح بسورة الفاتحة واختتم بسورة الناس،وقد جُمع القرآن في مصاحف بعد وفاة النبي، ليكون دليلاً ورشاداً للناس في شؤون حياتهم اليومية،
ينقسم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءاً، وقد تم تقسيمه بناءً على إجتهاد العلماء، نتيجة لرؤيتهم لأهمية هذا التقسيم،يعد هذا التقسيم مفيداً في تسهيل القراءة والحفظ، كما أنه يعد دليلاً على مدى تقدير الأمة الإسلامية لكتابها العظيم،يساهم هذا التقسيم أيضًا في قدرة المسلمين على الإحاطة بكلمات القرآن وتحديد أماكن بدايات ونهايات الأجزاء، مما يسهل عملية التعلم ويعزز من فقه قراءة القرآن،
سور جزء تبارك
جزء تبارك هو أحد أجزاء القرآن الكريم، وقد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى سورة المُلك، التي تبدأ بآية “تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ”،يتضمن جزء تبارك 11 سورة، معظمها سور مكية، باستثناء سورة الإنسان التي نزلت في المدينة المنورة،تتميز سور هذا الجزء بأنها متوسطة الطول وسهلة التلاوة، حيث تحتوي على معاني واضحة يسهل على الجميع، سواء الكبار أو الصغار، استيعابها وحفظها،
سورة المُلك
تحتل سورة المُلك المكانة الأولى بين سور جزء تبارك، وهي السورة رقم 67 في ترتيب المصحف الشريف وتشتمل على 30 آية،تعتبر سورة مكية وترتيب نزولها يأتي بعد سورة الطور،تُعرف أيضًا بعدة مسميات مثل (الواقية، المُنجيّة)،وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على فضيلتها، مشيرًا إلى أنها تجادل عن صاحبها في القبر،يناقش محتوى السورة موضوع قدرة الله على الإحياء والموت، ويركز على وحدانية الله وعظمته، كما تُشير إلى جزاء الكافرين الذين ينكرون وجود الآخرة،
سورة القَلم
تُعتبر سورة القلم واحدة من السور المكية، وتتكون من 52 آية، وتأتي في الترتيب 68،تُسمى أيضًا بـ (نون والقلم)، حيث تبدأ الله عز وجل بالقسم بالقلم،تركز السورة على مواضيع عدة تشمل أحداث يوم القيامة، وتلقي الضوء على الثواب والعقاب الذي أعده الله لمن آمن واتبعه أو كذّب به،
سورة الحَاقة
سورة الحاقة تتألف من 52 آية، واحتلت الترتيب 69 في المصحف، وهي أيضًا من السور المكية،تعالج السورة قضية إثبات أن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى، وتؤكد على أن نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حقيقة مؤكدة،”الحاقة” هو اسم يُشير إلى يوم القيامة، وتتناول السورة كذلك قصص الأقوام السابقة مثل عاد وثمود والعقاب الذي نالهم جراء كفرهم.
سورة المعَارج
تُعرف سورة المعارج بأنها واحدة من السور المكية، وتتكون من 44 آية،تُسمى أيضًا (سأل سائل) بسبب الحاجة إلى تسليط الضوء على بعض الأمور المهمة في العقيدة،تستعرض هذه السورة حالة الملائكة أثناء صعودهم إلى السماوات، وتتناول بعض الأصول العقائدية الأساسية في الإسلام.
سورة نوَح
احتلت سورة نوح الترتيب 71 في المصحف الشريف، وهي مكية وتتضمن 28 آية،يعود سبب تسميتها إلى تناولها لقصة النبي نوح عليه السلام بشكل مفصل، حيث تسرد كيفية دعوته لقومه وتذكيرهم بوجود الله، وتوضح النظام الذي وضعه الله للنجاة من الطوفان،
سورة الجّن
تعد سورة الجن السورة الثانية والسبعين في المصحف، وهي سورة مكية تحتوي على 28 آية، وتعتبر هذه السورة بمثابة إضاءة على صفات الجن وحالاتهم وأمور تتعلق بهم.
سورة المُزمل
تحتل سورة المزمل، السورة رقم 73، مكانة خاصة في عرضها لتفاصيل حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم،تتكون من 20 آية، وهي مكية، وتسلط الضوء على عبادته وطاعته لله، وكيف كان يقضي لياليه في ترتيل القرآن وتلاوته.
سورة المُدثر
سورة المدثر التي تحمل الرقم 74 في ترتيب المصحف، تتألف من 56 آية وهي أيضًا من السور المكية،تتناول السورة حالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يلتف بثوبه ليلا، ويظهر فيها دعوته للناس.
سورة القيَامة
تُعتبر سورة القيامة سيدة السور الخامسة والسبعين في المصحف، وتتكون من 40 آية، حيث تتناول مواضيع تتعلق بيوم القيامة وأهواله، وتصف أحوال الكافرين الذين يكذبون بهذا اليوم.
سورة الإنسَان
تُعتبر سورة الإنسان الوحيدة التي نُزِلت في المدينة بين سور جزء تبارك، وهي السورة رقم 76 في المصحف،تتحدث السورة عن مراحل حياة الإنسان بدءًا من خلقه إلى وفاته، كما تتحدث عن النعيم الذي أعده الله للمؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الدنيا.
سورة المُرسلات
تحتل سورة المرسلات الرقم 77 في القرآن الكريم، وهي مكية أيضًا،جاءت تسمية السورة من الإشارة إلى نوع من الملائكة الذين يُرسلهم الله، حيث ترسل الرياح العذاب للكافرين، بالإضافة إلى كونها تعرف بأسماء أخرى مثل العرف.
في الختام، يمثل جزء تبارك أهمية خاصة في القرآن الكريم، حيث يحتوي على مجموعة من السور التي تركز على مواضيع الإيمان، والتأكيد على وحدانية الله، والحديث عن الآخرة وأحوالها المختلفة،يُعتبر قراءته وحفظه ركناً مهماً في تعزيز الفهم الديني لدى المسلمين، وبالتالي يساهم في الوعي والمعرفة الدينية.