إن جسم الإنسان يعد من أعظم المعجزات التي خلقها الله، فهو تركيب فريد يشمل العديد من الأعضاء التي تعمل بتكامل مذهل،من بين هذه الأعضاء، نجد الأمعاء، التي تمتاز بطولها الفريد،فطول الأمعاء داخل جسم الإنسان، الذي قد يبدو ظاهريًا قصيرًا، في حالة الشخص البالغ، يتجاوز بكثير الطول الظاهر لجسمه،إن فكرة أن الأمعاء يمكن أن تكون أطول بكثير من طول الشخص نفسه تثير الإعجاب والدهشة.

يبين هذا التوزيع الرائع للأعضاء في جسم الإنسان كيف صاغ الخالق العظيم تنظيم هذا الكائن الحي بطريقة تعزز من كفاءته وفاعليته،سيتمحور حديثنا في هذا المقال حول الأمعاء، وسنكشف النقاب عن تفاصيلها المعقدة وطولها المدهش، وذلك من خلال التطرق إلى مكوناتها ووظائفها.

طول الأمعاء في الإنسان

تنقسم الأمعاء في جسم الإنسان إلى قسمين رئيسيين هما الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، وتعمل كل منهما بتناغم لتسهيل عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية الهامة، وكذلك للتخلص من بقايا الطعام والمواد الزائدة عن حاجة الجسم،تعتبر الأمعاء جزءًا حيويًا من الجهاز الهضمي الذي يلعب دورًا أساسيًا في الصحة العامة للفرد.

أولًا الأمعاء الدقيقة

تعريف الأمعاء الدقيقة

الأمعاء الدقيقة هي أحد الأجزاء الحيوية في الجهاز الهضمي، وتتمثل في أنبوب طويل يمتد من أسفل المعدة (من العضلة البوابية) ويعاني من وجود انثناءات متعددة،يعتقد العديد من العلماء أن هذا الجزء هو الأكثر أهمية في الجهاز الهضمي حيث يحدث فيه الهضم الكيميائي الرئيسي،يتراوح طول الأمعاء الدقيقة في الشخص البالغ بين 6 إلى 7 أمتار، حسب الجنس وطبيعة الجسم.

طول الأمعاء الدقيقة

  • يعتمد طول الأمعاء الدقيقة على عدة عوامل صحية، ولكن بشكل عام، تُحدد متوسطات الطول كالتالي
    • لدى الذكور البالغين، يصل طول الأمعاء الدقيقة إلى حوالي 6.9 متر.
    • في المرأة البالغة، يمتد طول الأمعاء الدقيقة ليصل إلى حوالي 7.1 متر، بينما في حالات نادرة يمكن أن يصل إلى 9.75 متر.

أجزاء الأمعاء الدقيقة

يمكن تقسيم الأمعاء الدقيقة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، هي

الاثني عشر

يعتبر هذا الجزء بمثابة البوابة التي تربط بين المعدة والأمعاء الدقيقة، ويعد الأكثر أهمية، حيث يحدث فيه معظم عمليات الهضم الكيميائي،يتراوح طوله من 10 إلى 15 سم.

الصائم

وهو الجزء الواقع بعد الاثني عشر، ويتجاوز طوله 2.5 متر في الشخص البالغ،تتميز جدار هذا الجزء بخصائص فريدة تتيح له امتصاص العناصر الغذائية الأساسية.

اللفائفي

وهو اخر أجزاء الأمعاء الدقيقة، ويلعب دورًا هامًا في امتصاص المواد الغذائية المتبقية، ومعظم الفيتامينات وأملاح العصارة الصفراوية، ويبلغ طوله حوالي 2.4 متر.

وظيفة الأمعاء الدقيقة

  • الأمعاء الدقيقة تلعب دورًا أساسيًا في معادلة حموضة الأطعمة، وتساهم في تحسين الهضم من خلال فعالية تحلل المواد الغذائية.
  • كما أن لديها القدرة على امتصاص المواد الضرورية للجسم، مثل الفيتامينات والأملاح، ومن ثم نقلها إلى الدم لتغذية أنسجة الجسم.

أمراض تصيب الأمعاء الدقيقة

الأمعاء الدقيقة ليست بأمان من الأمراض، فهي عرضة للإصابة بعدد من الحالات المرضية،تشمل هذه الأمراض داء كرون، الأورام، القرحة الهضمية، والتهابات الأمعاء،تؤدي هذه الأمراض إلى مشاكل غذائية خطيرة، مما يتسبب في نقص التغذية والإصابة بفقر الدم.

ثانيًا الأمعاء الغليظة

طول الأمعاء الغليظة

تمثل الأمعاء الغليظة الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وتكون هي أقل طولًا مقارنة بالأمعاء الدقيقة، حيث يبلغ طولها حوالي متر ونصف،ومع ذلك فهي تمتاز بقطر أكبر يتراوح بين 6 إلى 7 سم.

أجزاء الأمعاء الغليظة

تبدأ الأمعاء الغليظة من نهاية الأمعاء الدقيقة وصولًا إلى فتحة الشرج، حيث يتم من خلالها امتصاص الماء والملح وتحويل البقايا إلى فضلات،تنقسم الأمعاء الغليظة إلى عدة أجزاء

الأعور

يعد الجزء الأول الذي يربط بين الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويحتوي على الزائدة الدودية.

القولون

القولون هو الجزء الذي يتجمع فيه الفضلات قبل التخلص منها.

المستقيم

وهو الجزء الأخير، ويتصل بالقناة الشرجية، ويقوم بعملية التخلص من الفضلات.

وظائف الأمعاء الغليظة

  • تستكمل الأمعاء الغليظة عملية امتصاص العناصر الغذائية المتبقية.
  • مما يزداد دورها كتصنيع بعض الفيتامينات.
  • تعمل كمخزن للفضلات قبل خروجها.
  • تساعد في التخلص من السموم وبقايا الغذاء الغير مستخدمة.

في نهاية المطاف، تبقى الأمعاء بأنواعها من الأجزاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تساهم بفاعلية في عمليات الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، والتخلص من السموم،تلعب الأمعاء دوراً كبيراً في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، مما يستدعي الاهتمام بصحتها والوقاية من الأمراض المحتملة.