تعتبر لحظة سماع نبض الجنين من أكثر اللحظات التي تشعر بها الأم بالسعادة والاطمئنان، حيث ينعكس هذا الصوت القوي على صحة الجنين ونموه السليم في رحم الأم،يعد نبض الجنين علامة مهمة تعكس تطور القلب ووظائفه، مما يتطلب استخدام مجموعة من الأجهزة الطبية المتخصصة للاستماع إلى هذا الصوت المميز،في هذا المقال، سنستعرض مختلف تقنيات الاستماع إلى نبض الجنين، إضافةً إلى الأسباب المحتملة لتأخر سماع نبضه، مما يسهم في فهم أعمق لهذه الظاهرة.
من المهم أن ندرك أن توقيت سماع نبض الجنين يعتمد بشكل كبير على توقيت حدوث الحمل ومواعيد الدورة الشهرية للمرأة،في الأسابيع الأولى من الحمل، يحدث تكوين الأوعية الدموية العملية التي تؤدي إلى تشكيل القلب، والذي يظهر في شكل أنبوب خلال المرحلة الأولى،مع تقدم الحمل، وبالتحديد عند وصول الجنين إلى الأسبوع الخامس، يبدأ القلب في التكوين ليصبح له حجرات، مما يسمح له بالبدء في النبض،ومع ذلك، فإن النبض في طوره الأول يكون ضعيفًا وغير مسموعًا، ولكنه يتطور حتى يتم تشكيل صمامات القلب التي تمكّنه من العمل بكفاءة.
عندما يبدأ الجنين في النبض، تتأرجح النبضات بسرعة تصل إلى 190 نبضة في الدقيقة،يُشار إلى أن هذه النبضات يمكن سماعها بسهولة باستخدام جهاز السونار البطني خلال الفترة ما بين الأسبوع السادس إلى العاشر من الحمل،ومع ذلك، فإن هذه السرعة لن تستمر، حيث ستبدأ في الانخفاض تدريجياً لتصل إلى معدل يتراوح بين 120 و160 نبضة في الدقيقة،يعتبر هذا المعدل مؤشراً على صحة الجنين ونموه الطبيعي.
عند الاستماع لنبض الجنين، قد يلاحظ البعض تشابهاً بين ذلك الصوت وصوت خيول العدْو السريع،عندما يكون الجنين في حالة صحية جيدة، يجب أن يتراوح معدل نبضه بين 120 و160 نبضة في الدقيقة،إذا كانت النبضات أعلى أو أقل من هذه الأرقام، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشاكل صحية تؤثر على نمو الجنين.
تتعدد الحالات التي قد تشير إلى توقف نبض الجنين، وخاصة في الشهر الثالث من الحمل،قد تحدث هذه الحالة دون أن تشعر بها المرأة، مما يعقد الأمر،فعادة ما تستمر الأعراض المرتبطة بالحمل في الظهور، مما يؤدي إلى عدم تمكن المرأة من معرفة ما إذا كان الجنين قد توفي أم لا،ومع مرور الوقت، قد تشعر المرأة بعدم ظهور الأعراض المعروفة، ما يجعلها في حالة من الارتباك بين توقف الأعراض بسبب الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحمل أو بسبب فقدان الجنين،من الأعراض المحتملة التي قد تشير إلى توقف نبض الجنين تراجع كافة الأعراض المتعلقة بالحمل، مثل الغثيان وألم أسفل الظهر، بالإضافة إلى ظهور إفرازات غير طبيعية.
من ناحية أخرى، يمكننا تعريف حالة الإجهاض المفقود بأنها الحالة التي يتوقف فيها نبض الجنين دون أن تدرك الأم ذلك، ويرتبط هذا غالباً بعدم شعور المرأة بأية أعراض،فقد يموت الجنين داخل الرحم ويبقى دون أي حركة أو علامات تدل على ذلك،في هذه الحالة، من المهم أن تستشير الأم الطبيب ليتخذ الإجراءات اللازمة، التي قد تتضمن تناول أدوية خاصة أو إجراء عملية جراحية للتخلص من الأنسجة التي لم تعد متعلقة بالجنين.
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى تأخر قدوم نبض الجنين،على سبيل المثال، قد يحدث خطأ في حساب توقيت الحمل، مما يؤدي إلى تقديرات غير صحيحة لتوقيت ظهور النبض،هذا يتطلب من الأطباء استخدام أجهزة متخصصة لتحديد عمر الجنين بدقة،كذلك، في حالة إذا كان حجم الجنين صغيراً بشكل ملحوظ، قد يتطلب ذلك استخدام جهاز الدوبلر، الذي يساعد في رؤية الجنين وقياس نبضه بشكل أفضل،وأيضاً و الوزن قد تُعقد الأمور، إذ قد تمنع الدهون بين الجنين وجهاز السونار البطني من سماع النبض بوضوح، مما يضطر الطبيب لاستخدام السونار المهبلي في هذه الحالة.
تجدر الإشارة إلى أنه قد يلاحظ الطبيب بعض التغيرات في معدل نبض الجنين أثناء الفحوصات، ولكن يُعتبر هذا الأمر طبيعياً طالما أن المعدلات تبقى ضمن الحدود الصحية،يحتاج الجنين إلى الحركة والنمو، وهذا يتطلب بعض التغيرات في نبضه، مشابهةً لما يحدث مع البالغين خلال أي نشاط بدني،على الرغم من هذه التغيرات، يجب أن تبقى النبضات ضمن نطاق معين لضمان الصحة الجيدة للجنين.
في الختام، يمكننا القول إن سماع نبض الجنين يعتبر تجسيداً للأمل والفرحة بالنسبة لكل أم، فهو بمثابة دليل حيوي على صحة الجنين ونموه الصحيح،من خلال التعرف على كيفية ظهور هذا النبض وأسباب تأخره، يمكن للأمهات اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على صحتهم وصحة أجنتهن،نأمل أن يكون هذا المقال قد قدم معلومات قيمة ووافرة حول الموضوع، مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية.