عند نوم الشخص ومشاهدته للأحلام، فإنه من المحتمل أن تتبادر إلى ذهنه تساؤلات عديدة تتعلق بمعنى هذه الأحلام وأسبابها،فهل هذه رؤية من الله، أم مجرد أحلام عابرة لا تحمل أي معنى تعتبر هذه المسألة من الموضوعات المهمة التي ينبغي للإنسان أن يوليها اهتماماً خاصاً، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتفسير الأحلام وفهم دلالاتها،يجب علينا التفريق بين الرؤيا الصادقة التي تكون من عند الله وبين الأحلام العادية،فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم (الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثًا وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره)،هذه التوجيهات تبرز أهمية فهم الأحلام والرؤى في حياة المسلم، وما قد تحمله من رسائل وإشارات.

نعم، إن الله سبحانه وتعالى يرسل إشارات إلى عباده الصالحين في منامهم، وهذه الإشارات قد تمثل بشائر بالخير أو إنذارات بسوء قد يحدث في حياتهم،فالرؤية المحتملة تكون بُشرى طيبة أو ربما حلم من الشيطان،وهنا يأتي دور الإرشادات التي قدمها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يجب على المسلم اتباعها خاصة عند رؤية أحلام مزعجة،تشمل هذه الإرشادات ما يلي

• الاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان.
• تغيير الجانب الذي ينام عليه المسلم إلى الجانب الآخر.
• الدعاء وأداء ركعتين وذكر الله لتجلب السكينة والطمأنينة على القلب.

إن الله عز وجل حكيم بليغ في تصريف أمور خلقه، وهو الرؤوف الرحيم بعباده، فهو يكتب لهم الخير في مصائرهم، ويسعى إلى هدايتهم دائماً إلى سبيل الرشاد،ومن مظاهر رحمة الله تعالى أنه يمنح المؤمنين إشارات بالخير أو إنذارات بالسوء في الرؤى، لتكون حافزاً لهم على التوبة والعودة إلى طريق الحق.

لماذا يرسل الله الرؤيا

الرؤيا، بصفة عامة، هي إحدى الوسائل التي يرسل بها الله عز وجل إلى عباده، ولها دلالات ومعاني واضحة،كانت الرؤى إحدى طرق الوحي، فقد أوحي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها التي قالت (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح)،وهذا يدلل على أهمية الرؤى كوسيلة للتوجيه والهداية، وليس فقط كوسيلة للتسلية أو الترفيه.

كمثال على ذلك، نجد رؤية سيدنا إبراهيم عليه السلام لذبح ولده إسماعيل، حيث ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ قَالَ يَـٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ)،هذه الرؤية تشير إلى معنى عميق يتعلق بالإيمان والطاعة والتضحية في سبيل الله.

كما يمكن اعتبار الرؤيا جزءاً من أجزاء النبوة، حيث يُخبر الله عز وجل بها عباد الصالحين بمصيرهم وما ينتظرهم في آخر الزمان، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) رواه البخاري،لقد أشار رسول الله أيضاً إلى ما يُعرف بالمبشرات، حيث قال (لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة) رواه البخاري،في هذا السياق، يعكس عالم الأحلام غموضاً يثير فضول الكثيرين، مما يدفعهم للبحث عن أسباب إرسال الله للرؤيا لبعض عباده.

أصحاب الرؤيا الصادقة

تُعتبر الرؤيا الصادقة واحدة من الصفات البارزة لأولياء الله سبحانه وتعالى، كما يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم (لهم البشري في الحياة الدنيا وهي الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو تُرى له)،إذا منح الله العبد الرؤيا الصادقة، فعليه أن يشكر الله على هذه النعمة، ويجب ألا يغتر بها أو يتكل عليها، لأن الرؤيا الصادقة تمنح السرور ولا تُدخل في الغرور.

ويجب أن نلاحظ أن الرؤى الصادقة ليست مقتصرة على أصحاب العبادات فقط، فالله رحيم ويكرم بها من شاء من عباده،وفي الكثير من الأحيان، تكون هذه الرؤى بشارة يسعد بها الشخص، أو تنبيه وتحذير لمن يبتعد عن الله، مما يدفعه للاستغفار والتوبة والعودة إلى الله،ومن العوامل الأساسية لصدق الرؤيا هي صدق النوايا، وصفاء القلوب، والقيام بالأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه، علاوة على أداء الفرائض والعبادات المطلوبة.

الرؤيا الصالحة جند من جنود الله

تعد الرؤيا الصالحة جندًا من جنود الله عز وجل، كما جاء في قوله الكريم (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)،ومن المؤكد أن من وظائف الملائكة هو الإنذار والتبشير بما يخص أوامر الله،والرؤيا الصالحة هي وسيلة لتبليغ رسائل الله إلى عباده، فتأتي كجزء من مهمة الأنبياء في توصيل ما يريد الله تبليغه من خلال الرؤى، حيث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن (الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة).

هل يجوز طلب رؤيا من الله

من المتوقع ألا يوجد أي ضير في أن يسأل المسلم الله تعالى أن يريه منامًا يفصح له عن أمر ما، فذلك جائز شرعًا،وفي حال عدم اقتناع المسلم بأن هذه الرؤيا صادقة، يجب أن يعيد التفكير بأنها قد تكون حديث نفس أو تلاعب من الشيطان،لذا، من المستحب أن يستعين المسلم بالدعاء ويطلب من الله أن ييسر له الخير حيثما كان، ويتجه لأداء صلاة الاستخارة.

رموز في المنام تدل على تحقيق الأمنيات

تُوجد الكثير من الرموز في الأحلام التي تعبر عن تحقق الأماني، ومنها

• عند رؤية الكعبة أو المسجد أو الأماكن المقدسة، فإنها دلالة قوية على تحقيق الأمنيات.
• رؤية النجاح في الاختبارات أو في العمل.
• رؤية الشخص لنفسه وهو يتوضأ من أجل الصلاة.
• عند رؤية السماء صافية والنجوم والقمر في غاية الجمال.
• إذا كان الشخص يحلم بقراءة القرآن الكريم.
• عند رؤية الشخص أنه يدعو الله بشيء يرغب به ويتمنى حدوثه.
• الحلم بأداء العمرة والحج وزيارة المدينة المنورة يعتبر من العلامات القوية على تحقيق الأمنيات.
• رؤية الأشياء جديدة في الحلم تعتبر إشارات قوية على تحقق الأماني.